أحمد فياض-غزة
لم يحل الحصار الإسرائيلي علي قطاع غزة دون تمكن الفلسطينيين من مواصلة الإبداع والابتكار كما هو الحال مع الطالبين الجامعيين عطية البرش وماهر الجمل من كلية العلوم بالجامعة الإسلامية بغزة اللذين توصلا إلى وسيلة لإنتاج غاز حيوي من المخلفات العضوية لاستخدامه في عملية الطهي.
وأوضح البرش أن فكرة إنشاء الجهاز بدأت عندما قرر هو وزميله تقديم مشروع غير تقليدي يفيد أهل قطاع غزة المحاصرين، ويخفف من معاناتهم الناجمة عن عرقلة الاحتلال إدخال الوقود إلى القطاع.
وقال إن المشروع معدّ لاستخراج الغاز الحيوي عبر استخدم عملية التحلل اللاهوائي للمخلفات العضوية، بعد وضعها في حاوية محكمة الإغلاق تستوعب سبعين كيلوغراما من مخلفات الأغنام وفضلات طعام المنازل.
المبدأ العلمي
وأوضح الطالب الجامعي أن المخلفات العضوية -وبعد أسبوعين من طمرها بالحاوية- تنتج بفعل التحلل اللاهوائي بكتيريا ينجم عنها عملية تحلل للفضلات، وتخرج خليطا من مجموعة غازات أهمها غاز الميثان بنسبة 70%.
ويستفاد من الغاز المستخرج بعملية الطهي بعد تصفيته من شوائب الغازات الأخرى عبر تمريره على محلول مرشح من هيدروكسيد الكالسيوم، يعمل على امتصاص الشوائب من الغازات وفصل غاز الميثان وتجميعه في أنبوب عادي.
وأوضح البرش بحديث للجزيرة نت أن أهم المواد المستخدمة بعملية التصنيع هي مخلفات حيوانية ومخلفات نباتية، ومخلفات منزلية وآدمية، والتي تكثر في قطاع غزة، مشيرا إلي نحو 70% من مخلفات البلديات بالقطاع هي مواد عضوية.
من جانبه قال الجمل "إن الحصار كان الدافع الرئيس وراء اختراع هذا الجهاز" من خلال الشعور بضرورة الاعتماد على الذات واستغلال القدرات العلمية للاستغناء عما يسمح الاحتلال بمروره إلى القطاع.
ولفت الطالب المخترع إلى أن التكلفة التقديرية للجهاز تبلغ 250 دولارا موضحا أن كل 12 كيلوغراما من المخلفات العضوية تخرج كيلوغرام واحد غاز نقي، الأمر الذي يساعد علي سد جزء من احتياجات المواطنين في ظل نقص الغاز وتقليص الكميات المدخلة.
فوائد عملية
وأكد الجمل أن تبني هذا المشروع سيكون له العديد من الفوائد منها إيجاد بديل لتوفير الغاز في ظل المعاناة الناجمة عن النقص الكبير بكميات الغاز الحيوي، علاوة علي حل مشكلة المخلفات العضوية والتخلص منها، واستخدام الفضلات الناجمة عن عملية التخليل واستخراج الغاز منها كسماد طبيعي بعد عملية التخمير الأمر الذي يساهم في زيادة الإنتاج الزراعي.
واشتكى المخترع الشاب في حديثه للجزيرة نت من عدم تبني أي جهة رسمية للفكرة رغم نجاح التجربة في استخراج غاز الطهي، مؤكدا أن الجهاز لا يسبب أي نوع من الخطورة علي حياة المواطنين لتوفر عوامل الأمان والحماية فيه علاوة على سهولة استخدامه.
من جهة أخرى، أكد رئيس قسم البيئة وعلوم الأرض بكلية العلوم بالجامعة الإسلامية والمشرف علي المشروع أن ما توصل إليه الطالبان يمثل أهمية كبيرة كونه يشكل بديلاً لمصادر الطاقة التي تفتقر إليها غزة بسبب الإغلاق والحصار، ناهيك عن التخلص من المخلفات العضوية المنتشرة في القطاع .
وشدد زياد أبو هين في حديث للجزيرة نت على أن هذا المشروع يعكس إبداع الشباب الفلسطيني الساعي إلى الابتكار، والبحث عن التقدم في المجال العلمي رغم الظروف الصعبة من حصار وإغلاق متواصلين.